English (الإنجليزية) Español (الأسبانية) Italiano (الإيطالية) العربية Deutsch (الألمانية)
حالما تغيب الشمس، مخلفةً ورائها أذيالها الحمراء وتغوص الأرض بعدها في الظلام، تأتي الفرصة المثالية للتأمل في سحر سماء الليل بنجومها الذهبية. في تلك اللحظة الفريدة، مذهولة بالسماء مع أقدام مغروسةٍ في الرمال، غالباً ما ينتهي بي الأمر بالحديث عن الكون وأسراره.
في ليلةٍ حالكة السواد، يمكن للعين البشرية رؤية ما يصل إلى خمسة ألاف نجمة، ولكن توجد العديد من النجوم الأخرى التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة إما لكونها باهتة جدًا، أو لأنها بعيدة جدًا.
تحتضن مجرتنا مئات المليارات من النجوم، ويقدر العلماء أن هناك ايضا مئة مليار مجرة في الكون وفقًا لما تمّ رصده عبر التلسكوبات، ما يعني أنها تفوق عدد حبيبات الرمال المتلألئة على شواطئنا وصحارينا مجتمعةً.
لا نعرف عدد النجوم التي تتمتع بالظروف المناسبة لاستضافة كوكب شبيه بكوكبنا، مع توفر درجة حرارة مناسبة وبيئة ملائمة لازمتين لانبثاق الحياة.
تشير دراسة حديثة إلى أن واحدا من كل أربعة نجوم يشبه شمسنا يمكن أن يكون لديه كواكب بحجم الأرض ، ما يعني وجوب احتواء مجرتنا وحدها حوالي مليار نجم مع كواكب شبيهة بالارض. لذلك من المنطقي في حال استيفاء الشروط وجود حياة ذكية متطورة خارج المجموعة الشمسية.
بناءً على ذلك، يتولد السؤال عن عدد الحضارات الذكية القابعة في نسيج الكون؟ لا يمكننا حتى هذه اللحظة سوى التخمين فقط حول عددها.
هناك معادلة تحاول الإجابة على هذا السؤال تسمى دريك، ولكن هناك مشكلة. تعتمد هذه المعادلة على العديد من العوامل التي نجهلها مثل عدد النجوم التي تولد كل عام مثلاً. لذلك ليس لهذه المعادلة حلاً واحداً، ولكن العديد من الحلول الممكنة التي تتراوح من “نحن وحدنا في الكون” إلى “إن هناك الملايين من هذه الحضارات”.
إذا كان هنالك الملايين بالفعل، يجب أن يكون لهذه الحضارات تقنيات أكثر تقدماً من تقنياتنا، فمن المفترض أن نكون قد علمنا بهم أو تواصلنا معهم، لكننا لم نفعل ذلك قط.
فأين هم أولئك؟
يسمى هذا السؤال مفارقة فيرمي، التي سميت على اسم الفيزيائي الإيطالي انريكو فيرمي، ويحاول العلماء حل هذا اللغز منذ فترة طويلة. هناك أكثر من ٧٥ نظرية تحاول الإجابة عليها، ثلاثة أكثرها شهرة هي :
١- الحياة الذكية خارج الأرض نادرة جداً ولا تنشأ سوى حضارات قليلة .
٢- إن عمر الحضارات الذكية قصيرة جداً (ما يحثنا على إستخدام وقتنا بحكمة اكبر).
٣- الحضارات موجودة، لكن ليس لدينا أي دليل .
يبحث العلماء عن إجابات بإستخدام موجات الراديو والفكرة وراء ذلك بسيطة. تستخدم حضاراتنا موجات الراديو للتواصل، من الإستماع إلى الراديو، إلى الإتصال بجدتنا عبر الهاتف، والتحقق من وسائل التواصل الاجتماعي. في حال وجود حضارات ذكية فقد يكون لديها أيضأ تقنية تنبعث منها موجات الراديو. من ناحية أخرى، تنتج الأجرام السماوية مثل النجوم والمجرات ايضا موجات الراديو اللاسلكية، ويستخدم علماء الفيزياء الفلكية تلسكوبات ضخمة لاكتشافها.
فلماذا لا نستخدم تلسكوباتنا لالتقاط الإشارات القادمة من خارج الأرض؟
المنظمة الاميريكية SETI وهي إختصار ل “البحث عن ذكاء خارج الأرض” تبحث عن مثل هذه الإشارات بواسطة راديو تلسكوب منذ أكثر من ثلاثين عاماً، ومع ذلك لم تجد شيئا حتى الآن. قد لا يكون هذا مفاجئا للغاية. تشير دراسة صدرت في شهر حزيران الماضي إلى أنه في مجرتنا يجب أن يكون على الأقل ٣٦ حضارة يمكنها التواصل عبر الإشارات اللاسلكية ولكنها بعيدة جدا بحيث يستحيل على تقنياتنا الحالية اكتشافها.
ربما سوف نجد حياة ذكية يوماً ما وربما لا. حتى ذلك الحين، يجب علينا الإهتمام بكوكبنا وكل ما هو قيّم عليه بدلا من إضاعة الوقت والموارد في الحروب، والعنف أو العنصرية والكراهية. ككائنات ذكية من واجبنا أن نحافظ ليس فقط على جنسنا البشري بل على الأنواع الأخرى على كوكبنا، المكان الوحيد في الكون الذي نعرف أنه توجد عليه الحياة .
English (الإنجليزية) Español (الأسبانية) Italiano (الإيطالية) العربية Deutsch (الألمانية)
Jamy-Lee Bam, Data Scientist, Cape Town
Paarmita Pandey, Physics Masters student, India
Nesibe Feyza Dogan, Highschool student, Netherlands
Una, writer and educator
Radu Toma, Romania
Financier and CEO, USA
Yara, Lebanon
Be the first to know when a new story is told! Delivered once a month.
Comments